من المؤكد ان الظروف التي يخوض فيها المنتخب العراقي منافسات بطولة كأس اسيا الخامسة عشر في قطر، مختلفة كلية عن الظروف التي احاطت بحصوله على لقب القارة في نسختها الماضية، وتتويجه باللقب للمرة الاولى في تاريخه عام 2007 بعد تغلبه على السعودية في المباراة النهائية بهدف للاشيء ، ويأتي على رأس هذه الظروف ان معظم لاعبي " أسود الرافدين" يعيشون في مراحل أكثر تقدما في أعمارهم، وأصبحوا يفتقدون عناصر الشباب والسرعة والحيوية، وذلك على اعتبار ان تشكيلة المنتخب الحالية ما زالت تضم نفس عناصر من تشكيلة بطولة 2007 الذين كانوا اصحاب خبرة وقتها ولهم أسماء رنانة، ولكن دافعهم لتحقيق إنجاز كبير لوطنهم الذي عاني من ظروف سياسية صعبة حفزتهم علي تحقيق هذا الإنجاز الكبير، يضاف إلى ذلك ان المنتخب كان قد عاني من فترة إيقاف بعد رفع الفيفا للحظر الذي فرضه على كرة القدم العراقية الموسم الماضي.
وربما تكون نفس هذه الدوافع الكبيرة ما زالت موجودة لدى المنتخب العراقي في بداية عام 2011 ، ولكن المؤشرات المبدئية والنتائج الأخيرة تشير إلى ان هناك فوارق ملحوظة بين أسود الرافدين نسخة 2007 عن الفريق الحالي الذي خاض بطولة كأس الخليج الأخيرة وخرج من الدور قبل النهائي على يد المنتخب الكويتي – بطل خليجي 20 – بركلات الترجيح بعد التعادل الإيجابي 2/2 ،بدليل ان نتائج الفريق في هذه الدورة لم تكن معبرة حيث فشل خلال مباراتين متتاليتين في تسجيل أي هدف وتعادل بدون أهداف أمام منتخبي سلطنة عمان والإمارات ، بينما فاز على البحرين 3-2 بصعوبة واحتل المركز الثاني في هذه المجموعة وتأهل لملاقاة المنتخب الكويتي.
في نفس الوقت لا يمكن إنكار ان المنتخب العراقي، يعد أحد المدارس الكروية المميزة في القارة الصفراء على مدار تاريخها الطويل، وعلاوة على اللقب القاري الذي أحرزه في 2007، فان أسود الرافدين هم أبطال كأس الخليج 3 مرات اعوام 1979 و 198 و 1988 ، وكذلك كان للكرة العراقية صولات على مستوى منتخبات الشباب، حيث سبق وان احرز كأس آسيا للشباب 5 مرات في تاريخه اعوام : 1975 و 1977 و 1978 و 1988 و 2000 .
اما الانجاز الاكبر في تاريخ الكرة العراقية فقد كان تأهله الى نهائيات كأس العالم عام 1986 بالمكسيك ،اضافة الى فوزه بالمركز الرابع بدورة الالعاب الاوليمبية في اثينا عام 2004 ، كأفضل انجاز آسيوي في ذلك الوقت، الى جانب ايضا فوزه بالميدالية الذهبية لدورة الالعاب الآسيوية التي اقيمت بالهند عام 1982 ، وتعد بطولة كأس القارات الأخيرة التي أقيمت في جنوب افريقيا عام 2009 أخر ظهور على المستوى الدولي كبطل كأس اسيا في أخر نسخة لها.
الكرة العراقية الجميلة
ويعتمد المنتخب العراقي على تقديم الكرة الجميلة ، وكأنه يعزف أغنية رائعة علي غرار ألوان الغناء العراقية الشهيرة ، ويساعد الفريق في تجميل أداءن عن دقة وتناغم الاداء الجماعي المتكامل مع القوة البدنية وتناسق خطوط الفريق، وتفعيل الشق الهجومي المؤثر خاصة عن طريق اللاعبين اصحاب المهارات العالية والخبرة.
التشكيلة المبدئية
الطريف ان سيدكه حرص على استدعاء 50 لاعبا من الدوري المحلي في بداية توليه زمام المهمة، قبل ان يخوض عدة معسكرات تدريبية بشمال العراق بعدها اعتمد على معظم اللاعبين المحترفين في الخارج ومعظمهم ايضا في الخليج العربي، حيث اعلن سيدكه قائمة اولية استعدادا لكأس اسيا تضم 26 لاعبا هم : محمد كاصد وعلي مطشر وحيدر رعد ومحمد علي كريم وسعد عطية وسامال سعيد واحمد ابراهيم وحيدر عبد الامير ومثنى خالد وسعد عبد الامير والامير حيدر وصالح سدير وهوار ملا محمد ونشأت اكرم واحمد اياد ومهدي كريم وامجد راضي وسامر سعيد ويونس محمود وعلي حسين رحيمة وسلام شاكر وباسم عباس وكرار جاسم وعماد محمد وقصي منير وعلاء عبد الزهرة.
بصمات سيدكا
ويرفع المنتخب العراقي شعار المدرسة الكروية الالمانية مستعينا بخبرة مدربه "المخضرم " فولفجانج سيدكه ( 65 عاما ) والذي تعاقد معه منذ فترة بسيطة وتحديدا في منتصف سبتمبر 2010 وذلك في اعقاب رحيل الصربي بورا ميلوتينوفيتش وقبله البرازيلي جورفان فييرا الذي حقق لقب بطولة آسيا مع أسود الرافدين.
ويعتبر سيدكه ان مهمته الأساسية مع منتخب العراق تنحصر في المزج بين الخبرة والشباب ليكتشف بذلك مفتاح النجاح والتألق لفريقه خلال حملة الدفاع عن لقب كأس آسيا بالدوحة، معترفا بأن استمرار معظم اللاعبين الذين شاركوا في النسخة الماضية من بطولة كأس آسيا عام 2007 يعد دافعا قويا لتألق الفريق، على اعتبار ان هؤلاء اللاعبين في أفضل سنوات العطاء، وان خبرة اللاعب هي التي تساعده على استخدام مهاراته، وربما أظهر سيدكه صحة وجهة نظره خلال مباراته التجريبية الاخيرة منذ أيام والتي فاز فيها علي المنتخب السعودي وديا بهدف مقابل لاشيئ ، في الدمام، في إعادة كربونية لنهائي كأس أمم آسيا منذ اربعة أعوام، والتي انتهت بنفس النتيجة وكان الهدف الوحيد في كلا المباراتين للسفاح محمود يونس .
اتحاد الكرة العراقي
تأسس الاتحاد العراقي رسميا في عام 1948 ، وانضم إلى عضوية الاتحاد الدولي ( الفيفا ) بعدها بعامين فقط، في حين تأخر انضمامه إلى الاتحاد القاري 23 عاما حيث انضم العراق إلى الاتحاد الآسيوي عام 1971 .
وللكرة العراقية العديد من الانجازات الكروية على مختلف المستويات، فعلى المستوى القاري استطاع منتخب العراق الفوز بلقب كأس أمم اسيا مرة واحدة لعام 2007، اما إقليميا، فقد استطاع أسود الرافدين التتويج بكأس الخليج 3 مرات اعوام 1979 و1984 و 1988 ، كما حصد المنتخب بطولة كأس العرب 4 مرات أعوام 1864 و1966 و1985 و1988 وتأهل المنتخب إلى نهائيات كأس العالم عام 1986 بالمكسيك .
السبت يناير 08, 2011 6:55 am
