لا أنكر على أحد من زملائنا الإعلاميين بشكل خاص والمتابعين للشأن الكروي بشكل عام حقه في إبداء رأيه في الطريقة التي يتم فيها إعداد منتخب سورية بكرة القدم للنهائيات الآسيوية التي لم يعد يفصلنا عنها سوى ثلاث وخمسين يوماً.
ولاأسمح لنفسي بانتقاد الآخرين (وخاصة زملاء المهنة)لأني أعتبر نفسي أقلهم فهماً وأصغرهم مقاماً وأضعفهم حيلة ،لكني أتمسك بحقي في أن أتحفظ على بعض الأمور التي يتم تداولها إعلامياً بطريقة (أراها ليست بالصحيحة) وآخرها كانت الضجة التي أثيرت حول إبعاد نجمي الكرة السورية عن المنتخب (فراس الخطيب وجهاد الحسين) المحترفين في القادسية الكويتي .
الحقيقة التي يجب أن نعترف بها كإعلاميين أننا (لسنا ميدانيين) وكثير منا يعتمد على (جواله)في الحصول على المعلومة دونما النظر إلى مصداقية الناقل في كثير من الأحيان.
ولأني لم أعتد (التنظير) ولم أكن في يوم من الأيام إلا صادقاً مع نفسي حتى عندما قمت بحملة (ارحل) الشهيرة في مواجهة مدرب المنتخب السابق الأخ و الصديق فجر إبراهيم فقد فعلت ذلك بناءً على شواهد وتجارب وتجاذبات كنت جزءاً منها وبعد خمس سنوات قضاها المدرب مع المنتخب.
وبَدَأتُ حملتي (الشهيرة) في وقت بلغنا فيه النهائيات (بظروف مختلفة) وأصبح لدينا المتسع من الوقت للتفكير بمدرب جديد ورؤية جادة لمنتخب سيمثل أحلام وطموحات إثنان وعشرين مليون سوري في الوطن ومثلهم موزعين على أرجاء المعمورة ولو أن المسؤولين آنذاك أنصتوا لصوتنا لربما كنا الآن في حال مغايرة .
بكل الأحوال وبالعودة إلى الموضوع الأساسي أريد أن أسأل الجميع (وخاصة الزملاء)من منكم فكر في أن يحضر تمريناً للمنتخب ؟
ومن منكم فكر أن يجلس إلى المدرب الجديد ويستمع لأفكاره وخططه ورؤياه ؟
ومن منكم سأله شخصياً عن رأيه بفراس وجهاد وبقية المحترفين وسبب عدم استدعائهم؟
ولأن معظمنا لم يفعل فقد سمحت لنفسي أن أنوب عن الجميع في هذا الأمر وكان جواب المدرب ببساطة:لم أستبعد أحداً ومباراة البحرين فرصة هامة للحكم على مستوى المحليين الذين تدربوا معي في الفترة الأولى وبعدها سأنظر بموضوع المحترفين وعلى رأسهم (فراس وجهاد) .
الوقت يداهمنا أيها الأخوة ولامكان لصراعات إعلامية جديدة في هذه الفترة وإلا سيكون الثمن عودة الفوضى وقلة التركيز لدى اللاعبين والنتيجة ستكون خروجاً مهيناً من النهائيات الآسيوية.
إذا كنا قد سلمنا بأن الإستقرار هو أهم عناصر النجاح فلنكن أهم بناته ولندع المدرب يعمل بحرية وخاصةً وأن البداية كانت طيبة بمباراة البحرين ولا أعني النتيجة بل الشكل والأداء والروح التي لمسناها واضحة في لاعبي المنتخب الذين باتوا يتسابقون للإلتحاق بالمعسكرات ويحرصون على تقديم أفضل مالديهم .
فراس الخطيب ، جهاد الحسين نجمين كبيرين وورقتين رابحتين ولا أعتقد أن أي مدرب يمكن أن يستغني عن أي لاعب يقدم له الفائدة لأنه في النهاية هو مفتاحه نحو الانتصارات التي ترفع شأنه عالياً.
منقول من موقع الكرة السورية